في كل صباح يكفيني أن أسمع صوته الباسم لأتفاءل بيوم جديد ..
و في الليل أغنية أخرى لتزيل عن القلب هموم اليوم الطويل !
عندما بدأت الإستماع لمحمد قنديل .. أول ما أعجبني فيه صوته .. و بعد ذلك انتبهت لأدائه الذي يتفوّق به على باقي المطربين
أما الآن و بعد الاستماع له لسنوات ، اكتشتف أن روعة قنديل تكمن في روعة اختياراته و موضوعات أغانيه ..
بين الأغنية الدينية و العاطفية و الشعبية و الوطنية و الوصفية و الاجتماعية ....
و المُلاحظ أنها جميعها تصدر من شخصية لها فكر و توجه واضح
و قد ساعده في ذلك صوته الذي يفاجئنا بالتلوّن مع كل حالة ..
و قدرته على التحكم في صوته
الذي يشبه ( الشهد ) في حلاوته .. و ( الذهب ) في نقائه .. و ( الماس ) في بريقه ، و ( الحرير ) في انسيابه ، و ( الاسفنجة ) في طواعيتها !
ففي غنائه الشعبي .. يفيض أداؤه بالشباب و الحيوية و خفة الدم - دون ابتذال - فيعبر عن جانب هام من الشخصية المصرية
و في غنائه العاطفي تتفجر كل منابع الحنان لينساب صوته كنهر عذب .. نشرب منه ، و نقول : هل من مزيد !
و في الأغاني الوطنية يتحول صوته لقاعدة لإطلاق الصواريخ !
و في أغانيه الاجتماعية .. لا تملك إلا أن تصدقه .. فهو لا يفتعل عندما يغني على لسان الرجل البسيط أو الفلاح أو العامل .. بل هو هؤلاء جميعاً !
و في الغناء الديني يأخذك معه في رحلة إلى عنان السماء .. و كأن صوته لا يصدر من حنجرته بل من روحه !.. فلا تلوم الدمع إن ملأ المآقي !
قد يظن البعض أنني متحيّز لقنديل .. بل العكس ، قنديل هو الذي انحاز لجمهوره الذي أحبه
بدقة اختياراته ، و بإخلاصه لفنه و لا شئ غيره
فنه .. الذي أبدع فيه و أفني فيه عمره ليظل باقياً للأبد .. عسى أن يصادف من يكتشف أسراره !
و خلال هذه المدونة ربما نكتشف بعض أسراره .
3 سلامات ...
3 سلامات ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق