الجمعة، 30 أكتوبر 2009

من الأدعية الدينية : كــــريـــم

غنى محمد قنديل مئات الأغنيات الدينية .. من ألبومه " من صفات الله " اخترت لكم دعاء " كــريــم "
من كلمات بخيت بيومي و ألحان فؤاد حلمي
مُحلـِّقاً عالياً في سماوات الخشوع .. ينشدنا قنديل

كــــــريــــم و اسمه الكــــــــــــــــريم
و احــــــــــــــن منـــــه مفيـــــــــــش
كـــــــــــريــــم و لمـــــــــــــــا أقصده
فـــــــــي الشــــــــدة مــــــا يفوتنيـش
و فــــــــاتح لـــــــــي بــــــــــــــــــابه
و غيـــــر بــــــاب الكـــريـم ما الاقيش
دا خيــره دايمــــاً عليا و بعنايته بعيش
كــــــــريــــــــم علـــــــى الخلـــــــــــق
كـــــــــــــل الخلـــــــــــــق رازقـــــــها
منين ما تمشي تلاقي الـــرزق ســابقها
ما دام تكافح و تسعى لاجل لقمة عيـش


الخميس، 29 أكتوبر 2009

محمد قنديل : الناس معادن


قالوا في الأمثال " جنة من غير ناس ما تنداس " فما بالنا بالدنيا !!
حول هذا المعنى تدور أغنية ( الناس ) التي كتبها الشاعر بخيت بيومي و لحنها رؤوف ذهني و غناها محمد قنديل ..

الناس حبايب حبايب و أهل و جيران
خلان للي مالهش ناس
و الناس لبعض في الشدة
تنده تلاقي من أغلى الحبايب ناس
دا الحب هو الأخوة ..
و هو الرضا و الود بين الناس
و هو أساس السعادة يا صاحبي
و ناس قاسمين سوا اللقمة
فاتحين بيبان المحبة
تنور طريق المخلصين م الناس
**
أساس الحب حب الناس
و لا غيرة و لا وسواس
بقلبي الطيب الحساس
بلاقي الدنيا قدامي
كمال واضح في كل الناس
دا عشق في وجداني
ماليش غيرهم ونيش تاني
بشوف الفرحة في عينيهم
مودة و حب ربّاني
كمال واضح في كل الناس
و إيه تاني إيه تاني يا ناس !
 ** 
قالوا لي الناس معادن
من أغلى المعادن ناس
أنا قلت الناس كنوز
دهب ياقوت و ماس
و الحب أغلى معدن
موجود في قلب الناس
و الناس أهل و حبايب
للي مالهش ناس  و إيه تاني إيه تاني يا ناس !
فهل يستطيع أحد أن يعيش بدون الناس ؟ بالطبع لا .. فالناس هم الأهل و الأصدقاء و الأحبة و الجيران و المحيطين بنا .. و الإنسان بطبعه كائن اجتماعي يبحث عن التواصل بالآخرين حتى و لو في أضيق الحدود
و ما أجمل أن يربطنا الحب الصادق لله في لله دون هدف أو مصلحة .. وقتها تجد هؤلاء معك كلما احتجت لهم خاصة في أوقات الشدة
رغم روعة الموضوع الذي كتب فيه الشاعر إلا أن الكلمات جاءت أقل من المتوقع أو ينقصها شئ !.. لكن الشاعر ترك مساحة للمستمع بتساؤله " إيه تاني يا ناس ؟؟ " و كأنها دعوة لاستكمال معاني الأغنية كلٌ حسب تجربته !  
هناك مقاطع استوقفتني مثل :
 
بقلبي الطيب الحساس
بلاقي الدنيا قدامي
كمال واضح في كل الناس
فالإنسان الطيب يرى الناس طيبين .. و عين المُحب لا ترى إلا الجمال ،
و حتى ترى الدنيا جميلة أحياناً يتوجب عليك أن تغمض عينيك عن ملامح القبح فيها !
كما في قصة سيدنا عيسى – عليه السلام حينما مر هو و حوارييه بجيفة كلب ، فتأفف أصحابه من شكله و منظره و رائحته فقال لهم سيدنا عيسى : انظروا لبياض أسنانه !
و حتى تتعايش مع  الناس عليك أن تتغاضى عن أخطائهم و لا تنشغل بعيوبهم ، و طوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب غيره كما قال رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام
و ما أشقى مَن كان شغله الشاغل هو متابعة أخطاء الآخرين !
الكوبليه الأخير هو الأجمل كلحن و كلمات ..
قالوا لي الناس معادن
من أغلى المعادن ناس
أنا قلت الناس كنوز
دهب ياقوت و ماس
و الحب أغلى معدن موجود في قلب الناس  
المخلصون يهبون للآخرين بسخاء من أوقاتهم و مشاعرهم و محبتهم .. و هؤلاء هم الكنز الحقيقي .. و ما أسعدك إن كان لك نصيباً في هذا الكنز ..!
و ما أصعب لحظة اكتشافك لمعدن أحدهم الذي كنت تتصوره ذهباً خالصاً أو حجراً كريما فتجده خشباً أو حجراً أو بلاستيك !!  

الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

محمد قنديل : ما بين البر و التاني


ما بين البر و التاني

مــحـــمــد قــنــديــل


كلمات : فتحي قورة
ألحان : محمود الشريف

من فيلم شاطئ الأسرار



مركبٌ صغير تحته ماء و تظلله سماء .. يملأ الفراغ بينهما شجنٌ و دموع عاشق !



مــا بيـــــن البـــــــــر و التـــــــاني
مع الخـــــــلان و وحــــــــــدانــــي
أودِّي و اجيـــب حـبيب لحبيـــــــب
و ميــــــــن لحبيبــــــــــي ودَّانـي ؟
مـــــــا بيــــن البــــر و التــــــــاني


بين شاطئ و آخر ... تكمن حيرة
متى يلقى الحبيب حبيبه ، و متى ترتوي القلوب العطشى و يتوقف نزف الأشواق ؟!
يلتقي الأحباب و في عيونهم فرحة .. و على وجوههم ابتسامة أما هو فلا ... آهٍ وألف آه ... يصنع السعادة و يهديها لغيره و هو محرومٌ منها !
إحساسٌ مؤلم ! و يزيده الكتمان ألماً ... و البحر وحده الذي يعلم سره .. يناجيه و يشكو له .. لكن دون رد !

حكايتـــــــــي في الهــــــوى حكاية
لغيــــــــر البحــــــــر ما احكيـــها
و لمـــــا يعــــــــــدُّوا ويــــــايـــــا
عـــــــــــن الأحبــــــــــاب أخبِّـيها


و لا يكتفي بكتمان أحزانه بل يخفي ملامحها عن وجهه و يرسم مكانها ابتسامة ... حتى تكتمل الصورة المبهجة في عيون المحبين !
فهو لا يرضى أن يكون سبباً في مسحة حزن قد تعتريهم لو لاحظوا شقاءه و حزنه .. و هم لا ذنب لهم فيه ، ظناً منه رهافة حسهم !
مثل المهرج في السيرك يحاول بشتى الطرق إضحاك الناس فيلطخ وجهه بالألوان .. ويرسم ضحكة عريضة – تصل إلى أذنيه ! – و هو يخفي خلفها وجهه الحقيقي بآلامه و أحزانه و تعبه و ( مرمطته ) من أجل لقمة العيش .

و اشـــــــوفهم نـــــــالـوا أمــــانيهم
أقــــــــول يـــــــــــــــــا رب هنـِّـيهم
و لا تشمـِّـــــت عــــــــذول فيــــــهم
و اروح و ارجـــــــــع لحرمــــــانـي



و بالرغم بكل ما به ، يدعو لهم بدوام السعادة و الهناء ...
عكس بيت الشعر الشهير : إذا مِت ظمآناً فلا نزل القطر !
حب الخير للغير و الإيثار ... و قيم و معانٍ أخرى كثيرة بدأت تتلاشى و كم أحوجنا إليها لتعود الحياة جميلة .

ويعود العاشق لجراحه ... و حنينه الذي كاد يقتله و يشكو حاله بكلمات لا تحتاج أي تعليق  :


أمَـر م الصبر صبري و انشغالي عليه
و أحــر م الجمـــــر لما يحن قلبي إليه
و فرحة العمـر لما تشوف عينيا عينيه
تـــايه ما بين السمــا و المية في غيابه
و غـــــــــريق فــــي بحــــــر الهـــوى
ما تحـــــــوشنــــــــي إلا إيــــديــــــه



و يستمر في لم شمل الأحباب ... بين بر و آخر ... و هو كما هو .. حزينٌ و مشتاق و لا شئ يطفئ ناره ، و ينتظر من يأخذه إلى مَن يحب ... !

الأحد، 20 سبتمبر 2009

محمد قنديل : هاغني غنوة

عندما نسعد في الحب نرى الدنيا جميلة ، مشرقة و لا نسمع فيها إلا أنغاماً مُبهجة .. هي نفس الدنيا و نفس الأشياء لكن نفس المحب قد تبدّل حالها فقد غمرتها السعادة .. سعادة تجعلنا نقبل على الحياة و نخشى على كل لحظة تمر من عمرنا .. و نغني من وحي هذا الحب أغنية تشع نوراً و أملاً
و نتأكد من تحقق أحلامنا لمجرد نظرة رضا من المحبوب هي بالنسبة لنا إشارة من القدر بأن القادم أجمل !
مع " هاغني غنوة " من كلمات زين العابدين عبد الله و ألحان حلمي أمين ، و غناء صوت المحبة محمد قنديل

هاغني غنوة من وحي حبي
أنغـامها حلـوة و تهنّـي قلبي
عشان حبيبي قلبـــه عليــــا
بشوف نصيبي أيـــام هنيــّة
و مــا دام فــؤادي
مرتـاح و راضـي
هابلـــغ مــــرادي
و اغنــي غنــوة
**
الدنيـــــا تحلى أيام صفانا
و تبقــى أحلى ساعة لقانا
و فـ بعــده عني
و قــُـربــه مني
بيفتكـــــــــرني
و ما دام فؤادي
مرتاح و راضي
هابلــغ مـــرادي
و اغني غنـــوة
**
حبيبــي طيفـه دايماً في بالي
و تملي اشوفــه طول الليالي
باوصــف في حبه
و عطـــف قلبــــه
و الاقينــــي جنبه
**
هاغني غنوة من وحي حبي
أنغـامها حلـوة و تهنّـي قلبي
عشان حبيبي قلبـــه عليــــا
بشوف نصيبي أيـــام هنيــّة
و مــا دام فــؤادي
مرتـاح و راضـي
هابلـــغ مــــرادي
و اغنــي غنــوة

الخميس، 17 سبتمبر 2009

حِل السواقي .. رحلة إلى الريف المصري مع صوت محمد قنديل

موضوعٌ واحد دارت حوله معظم الأغنيات هو الحب ، من لقاء و هجر و فراق و وصال .. و شوق و لوعة .. و حنين و حرقة .. إلى آخره و لم ينتهي بعد صناع الأغنيات من شعراء و ملحنين و مطربين من الدوران في فلك هذا الموضوع !
قديماً .. كان الخروج عنه شيئاً معتاداً خلال الأغنيات الوطنية و الدينية و الوصفية و بعض أغاني الأفلام و الصور الغنائية .. لكن مع انحسار دور الإذاعة ، و تحوّل الغناء إلى تجارة بدأت موضوعات في الاختفاء تماماً !
المطرب محمد قنديل .. من أهم مميزات فنه هذا التنوع البديع في الألوان الغنائية و الموضوعات التي غنى فيها .. فكانت اختياراته لا تقل جمالاً و لا قوة عن صوته .. من غناءٍ وصفي و ديني و شعبي و عاطفي و اجتماعي و أغاني للعمل ....
" حل السواقي " تنتمي لأغنيات العمل التي تغنى بها ، كتب كلماتها الشاعر علي سليمان .. و لحنها الملحن القدير عبد العظيم عبد الحق .. و شدى بها محمد قنديل  ..



حــــــــل الســـــواقي القبلية
دلوقتــــي ســــــاعة عشوية
الغيــط صلاة الزين يضوي
و القلـــــــب بيشوفه بيفرح
آدي التقـــــاوي و ح نروي
و بكــــرة يخضر و يطرح
و الشــدة بكرة يا عم تهون
و الـرزق عند الله مضمون
جـــه المسا يلا شوية
دلوقتي ساعة عشوية
حل السواقي
**

آدي واجب الأرض اتقضى
ناقصنــا إيه غيـــر الطاعة
م التـــرعـــة يــــلا نتوضى
و تعــالوا ح نصلي جماعة
فتـَّح قليبك ، بـص و شوف
يا بخت من يرزع معروف
جـه المســا يلا شوية
دلوقتي ساعة عشوية
حل السواقي
**

غنــي على المزمــار غني
و قــــول يــا ليلي برواقــة
دي ســـاعـــة الحـــظ تهني
م الدنيـا مش واخدين حاجة
القـَشيـة معدن و الحال عال
مش طمعانين م الدنيـا بمال
جــه المســا يلا شوية
دلوقتي ساعـة عشوية


فيها يسافر بنا صوت محمد قنديل إلى قرية مصرية ، يصطحبنا مع الفلاحين البسطاء لنقضي معهم يوماً بين الشجر و قنوات الماء ، نستنشق فيها هواء نقياً
تبدأ الأغنية بنغمات من الوتريات " الكمنجات " ، عند نهايتها يبدأ الإيقاع
حركة الكمنجات المتوترة توحي بالترقب للحظة انتهاء العمل الشاق و ظهور الإيقاع بكل ما فيه من بهجة قد أعلن عن بداية وقت الراحة .. مع حركات رشيقة من الوتريات  ( القانون ) ، و يظهر من بعيد عزف الناي يعطي الإحساس بجو الريف .. يزيده تأكيداً اختلاط الإيقاع و الأنغام بصوت خوار البقر
فمنذ اللحظات الأولى تدرك أنك تستمع لأغنية ريفية .. و هذه مهارة ملحن استطاع أن يضعك في جو الأغنية مع ثوانيها الأولى
فللحق هذه الأغنية بطلها الأول هو الملحن ( عبد العظيم عبد الحق )... ببراعة ملحن متمكن من أدواته وظّف الكلمات و صوت المطرب و الكورال خير توظيف ، وِفق خطة رسمها جيداً
نعود للأغنية عند الثانية 18
لازمة موسيقية .. هي تقريباً نفس الجملة التي سيغنيها الكورال " حل السواقي القبلية .. دلوقتي ساعة عشوية "
و نلاحظ هنا التنويع بين أداء الكورس الرجالي و النسائي ..
الرجال : حل السواقي القبلية
و يرد النساء : دلوقتي ساعة عشوية
و يرد الرجال ( من طبقة مغايرة ) : دلوقتي ساعة عشوية ..
و يستمر تكرار هذه الجملة .. مع عزف لآلة الناي يوحي بغروب الشمس
هنا يُنتظر ظهور المطرب لكن يفاجئنا الملحن بلزمة موسيقية أخرى
و يفاجئنا ثانيةً باستمرار غناء الكورال !
النساء : الغيط صلاة الزين .. صلاة الزين يضوي ، و القلب بيشوفه بيفرح
الرجال ( بلحن مختلف ) : القلب بيشوفه بيفرح
هنا وصف لشكل الغيط .. وصف للمكان .. فالأغنية تسير بتدرج .. و الكلمات أشبه بسيناريو .. اهتم بالزمان و المكان و الحدث ..
بعد ما يقرب من دقيقتين يبدأ قنديل في الغناء .. في أغنية مدتها تصل للسبع دقائق ..
فلماذا زادت مساحة الكورال بهذا الشكل و الملحن مع مطرب بإمكانيات قنديل ؟
أعتقد أن عبد العظيم عبد الحق كان محقاً و موفقاً في ذلك .. لأن العمل في الريف يستلزم وجود عدد كبير من العاملين و الفلاحين ..
و هم في وقت راحتهم يلجأون للغناء و يتشاركون فيه جميعاً ، و أغاني الأفراح في تراثنا نجد فيها مساحة كبيرة للغناء الجماعي .. فتجد المؤدي يقول جملة و يرد عليه الكورس أو يشاركه المدعوون في الفرح بكلمة أو بنفس الجملة بلحن مختلف مثلما :
و صلي صلي ... صلي
ع النبي صلي ... صلي
و هكذا ...
و هناك بعد آخر .. فالعمل في الأرض – وقت عدم الاعتماد على الآلة – كان يعتمد بشكل أساسي على الأيدي العاملة .. و كلٌ يعمل في مهمة محددة .. فكانت الحياة مشاركة بين الجميع .. في العمل و في أوقات الفرح و المرح
و عبد العظيم عبد الحق يتميز بتوظيفه للكورال .. و قد يرجع هذا لسبب أنه كان ضمن كورال الشيخ محمود صبح لمدة أربع سنوات و مع الشيخ زكريا أحمد .
آدي التقـــاوي و ح نـــروي
و بكــرة يخضــر و يطـرح
و الشدة بكرة يا عـم تهـــون
يغنيها قنديل كأنه واحد من الفلاحين .. لا واحد يعبر عنهم فقط .. فإتقانه للهجة أهل الريف و حسه الشعبي ساعداه في تقمص الحالة و سهولة التصديق من المتلقي ..
و قنديل حتى في أعماله السينمائية .. ظهر في دور المراكبي و الصياد و العامل ... الذي يعمل و في وقت الراحة يغني لزملائه و يروّح عنهم بغنائه ..
فيغني للعمال و البسطاء .. و للطبيعة ... و الحياة
هذا هو قنديل .. و هذا هو منهجه ... فلم يقتصر الغناء عنده في موضوع واحد .. بل كان المجال عنده يتسع لأن يغني لكل شئ
بعد أن يغني قنديل " الشدة بكرة يا عم تهون "
يرد عليه الكورال : و الرزق عند الله مضمون
نطق قنديل لحرف العين في " يا عم " .. يدهشني و ينعشني !
غناء الكورال في " الرزق عند الله مضمون " بصوت منخفض أعتقد أن سببه هو أن المعتقدات مثل الإيمان بالقدر و القسمة و النصيب و الرزق .. كلها تكمن داخل النفس و متأصلة في المجتمع .. و لا يحتاج التصريح لها لصوت عالٍ .. فيكفي الهمس لمجرد التذكرة .. هذا ما أظنه !
قنديل : جه المسا يلا شوية .. دلوقتي ساعة عشوية
يدعوهم إلى الراحة .....
و يرد عليه الكورال : دلوقتي ساعة عشوية
فيردد قنديل : حل .. حل .. حل .. حل السواقي
لاحظ التصاعد في الجملة الموسيقية .. فكل " حل " أعلى عن سابقتها
فهو ينادي على مجموعة كبيرة من الناس .. فهناك من هو بعيد و قد لا يسمع الأولى فيسمع الثانية أو الثالثة !
يعاود الكورال تكرار مطلع الأغنية كما هو ..
ثم لازمة موسيقية رائعة .. و الكوبليه القادم هو الأجمل بالنسبة لي في الأغنية
و يغني قنديل : آدي واجب الأرض اتقضى.. اتقضى .. ناقصنا إيه ؟
فيرد الكورال الرجالي : ناقصنا إيه غير الطاعة
و يرد الكورال النسائي: ناقصنا إيه
هذا التنوع في الأداء يثير الذهن
قنديل : م الترعة يلا نتوضا .. و تعالوا تعالوا تعالوا .. تعالوا ح نصلي جماعة
الجملة اللحنية لـ " م الترعة يلا نتوضا " أرى فيها تموج الماء في الترع !
و تلك الدرامية العالية عند الملحن عبد العظيم عبد الحق ليست غريبة و لا جديدة عليه .. فأكثر ما يميزه هو احساسه بكل كلمة
فبالبحث في أحاديثه الإذاعية عرفت أنه لم يكن يلحن من ورقة ، بل كان يحفظ الكلمات و يهضمها ثم يبدأ في التلحين ..
و عبد العظيم عبد الحق بدأ ملحناً بسبب كلمتين في القرآن الكريم " السماوات و الأرض " ! .. حيث أرشده شيخه الذي علمه في طفولته – الشيخ الكرداني – أن يصعد في تلاوته لكلمة " السماوات " و يخفض في " الأرض "
فاللحن عنده ليس مجرد نغمات جميلة .. و لكن صيغة تعبيرية و تصويرية للكلمات بكل مدلولاتها .
قنديل : تعالوا .. تعالوا .. تعالوا
هناك تردج تصاعدي في أداء قنديل ... فهو ينادي ليجمع الناس لأداء الصلاة " تعالوا ح نصلي جماعة "
فبعد أن ارتاحوا و أكلوا .. و أعطوا لجسدهم حقه .. أدوا فرض الله
قنديل : فتـَّح قليبك بص و شوف .. يا بخت من يزرع معروف
و بعد الصلاة موعظة .. مستوحاة من البيئة ، و لا تحتاج سوى النظر خصوصاً مع صفاء النفس بعد تأدية الفرض .
فمن يزرع يحصد .. و الحصاد يكون مما زرعت .. إن خيراً فخير و إن شراً فشر
و يتبعه الكورال : يا بخت من يزرع معروف ... للتأكيد على المعنى
و حل السواقي ....
لازمة موسيقية .. ثم كوبليه يمكن أن نضع " الرضا " عنواناً له ..
فها هم يغنون سعداء .. راضين بما لديهم ..
" غني على المزماز غني و قول يا ليلي برواقة " يؤديها الكورال النسائي ..
و يرد قنديل ( بسلطنة ) : يا ليلي يا ليلي يا ليل
و يرد عليهم في الثانية بـ : دي ساعة الحظ تنهي ..
الكورال الرجالي : م الدنيا مش واخدين حاجة
قنديل : القشية معدن و الحال عال
( لاحظ نطق قنديل لحرف " ح " في " الحال " ) !
الرجال : مش طمعانين م الدنيا بمال
النساء : مش طمعانين
الرجال : مش طمعانين
تكرار " مش طمعانين " للتأكيد على المعنى .. فهم لا يطمحون لما هو أكثر مما في أيديهم .. و لِم لا ، و قد حِيزت لهم الدنيا كما في الحديث الشريف " من بات آمناً في سربه ، معافى في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حِيزت له الدنيا بحذافيرها " صدق رسول الله – صلى الله عليه و سلم
القشية معدن و الحال عال !
بحثت عن معنى هذا المصطلح " القشية معدن " فوجدت أن :
" القشية " هو التراب الناتج عن حرق القش .. و قد تحوّل إلى معدن ... أي أن التراب عديم القيمة قد أصبح معدن .. أي نقود .. و هو تعبير يدل على يسر الحال و رغد العيش ..
و الفلاحون قديماً كانت حياتهم بسيطة .. و متطلباتهم محدودة .. لذلك كان الطريق للسعادة و الرضا سهلاً .. على عكس الحياة المعقدة التي نحياها الآن بما فيها من متطلبات و تطلعات تزيد من أعباء الناس .
و تستمر الأغنية .. حل السواقي القبلية دلوقتي ساعة عشوية
و يستمر تكرارها مع خفوت الصوت رويداً وريداً .. إلى لحظة النهاية لكن يظل منها صوراً للريف - بشجره و بقره و سواقيه ، و ناسه و أهله - عالقة بالذهن ، فشكراً لصناع الأغنية على تلك الرحلة الجميلة .

الخميس، 3 سبتمبر 2009

الله الله .. مدد مدد

عندما يتقدم بالإنسان العمر ، و تبدأ علامات الهـِرم في الظهور .. ظهرٌ انحنى  و رأسٌ اشتعل شيباً  و باتت نهاية المطاف أدنى ، و قد رحل من الأحبة من رحل تاركين  في الحياة و في القلب فراغاً لا يملأه إلا الحنين و الشجن
هنا يشعر بحجم الدنيا الحقيقي .. يبحث حوله عن ونيس فلا يجد .. فيرفع يديه للسماء مستنجداً بالله عز و جل ، لاجئاً لبابه طالباً منه الرحمة و المدد
هذا ما عبرت عنه أغنية محمد قنديل المدد الإلهي ( مدد مدد ) من كلمات نبيل الفكهاني و ألحان فتحي حجازي
 
مدد مدد ( المدد الإلهي )
محمد قنديل
نبيل الفكهاني / فتحي حجازي

لمــا يـــدور بيــــا الزمــــن
و القلب يغرق فــي الشجـن
ارفع إيديا للسمــا و اقـــول
يا رب مــــــــدد مــــــــــدد

أشعـــر براحـــــة و بأمــان
و بنوره يسري في الكيـــان
و القلــب يعمر بالإيمــــــان

و القـــــاه معايا في وحدتي
ياخـــد بإيدي في شدتـــــي
و تعـــود لي تاني بسمتــي
و اقــول يــا رب المـــــــدد

القــــاه سميع القاه مجيــب
و برحمتـــــه منـــي قريـب
و الجـــرح مهما كان يطيب

و القــــى في كلامه سلوتي
و القـاه ونيسي في غـربتي
و بنـــوره يملـــى مهجتــي

و اقــــول يـــا رب المــــدد
الله الله .. مـــــــدد مــــــدد
مـــــدد مــــــــدد .. الله الله


الجمعة، 28 أغسطس 2009

بين شطين و مية .. عبقرية الصوت و سحر المكان !




Direct Download ...


للأسكندرية الجميلة و أهلها يغني محمد قنديل فتتراءى أمام عينيك صورة تحتفظ بها في قلبك لهذا المكان الساحر .. بحر و رمال و نسيم .. شاطئ تغمره الفرحة .. أولاد يتبادلون الكرة .. بيوت مبنية على الرمال - هي كالأحلام - .. فتاة تداعب أمها .. أب يلتقط صورة تذكارية لابنه الأصغر .. أكلة سمك .. أم الخلول .. جمبري .. طائرة ورقية مرتفعة في السماء تحقق حلم الطيران .. أصوات متداخلة للباعة .. أغاني .. طريق ممتد .. سيارات مسرعة .. ملاكي ، أجرة و تاكسي .. كوبري .. سينما .. مطعم .. مقهى ....
الأغنية من كلمات الشاعر الرائع محمد علي أحمد و ألحان كمال الطويل


بين شطين و ميـــة .. عشتقـــهم عينيـــــا
يــا غاليين عليــــــا .. يا اهـــــل اسكندريـة

ياما النـــاس قالــوا لي قالوا و وصفــوا لي
حلــــو بسنة لولـــي و التيـــه واخـــده غية

محقـوق لي و ظالمني و ف قلبي مقاسمني
من مدة مخاصمنــي .. مش داري اللي بيـا

لاســـأل عن ديـــــاره و اروح لــه و ازوره
و اتمـلى بنـــــــوره ، و اجيـــب له هديــــة

رحنـــــــا لكم و جينــــــا و زورنــا المدينة
بالغالــــــي نبينــــــا لاشيلكو في عينيــــــا


يا اهـــــل اسكندرية .. يا اهـــــل اسكندرية


الأغنية عاطفية بالمقام الأول لكنها تحمل روح اسكندرية بجدارة ، ابن القاهرة الذي وقع في غرام بنت عروس البحر المتوسط .. هام بها عشقاً و من أجلها أحب مدينتها و أهلها و غنى لهم .. و لهذا وجه آخر .. فالقاهرة - و خصوصاً مع ازدياد حرارة الجو في الصيف - تصبح لا تُطاق ، فيكون الاشتياق للهواء النقي – باسكندرية أو غيرها – على شاطئ يلتقي فيه الموج بالرمال و بالمدى نرى البحر يلامس السماء ! 


أحبها رغم تحذير البعض منها ، فهي اعتادت اللعب بقلوب العشاق .. لكنه مفتون بها لا يرضى سواها .. تظلمه فيسامحها .. تهجره فيناديها .. تخاصمه فيسترضيها .. و لا عجب في ذلك فهي تقاسمه قلبه !


و آه من بعد الأحباب !!!
أحياناً تتعلق بشخص تتمنى لو تسكنه قلبك ، لكن تباعد بينك و بينه مسافات فلا تجد أمامك سوى أن تزوره في عقر داره حتى تحظى بلحظة هناء هي الأجمل بين كل اللحظات
فتعود و قد أحببت المكان و الطريق و كل ما وقعت عليه عينك في ذلك اليوم الذي لن تنسى تاريخه أبداً !


محمد قنديل .. يحمل في نبرات صوته كماً هائلاً من المشاعر ، حنية و قوة ، شجن و فرح ، صوته هو التقاء الأضداد !
في " بين شطين و مية " يستحضر بصوته الفرح و المشاعر الدافئة يخلطها بحس شعبي ملائم لجو الأغنية فتسمع ابتسامته و هو يغني !و هو ممن أتقنوا أداء المواويل و أغنية بين شطين و مية كان لها نصيب في ذلك حينما ارتجل قنديل موالاً رائعاً خلال أدائه لها في الحفلات فقال :
أحبكم تكرهوني و ايش جرى مني
لا ذنب سويت و لا عيبة جرت مني

الله يرحمك يا قنديل يا جميل .

الأربعاء، 26 أغسطس 2009

محمد قنديل ليس مجرد صوتاً جميلاً !

في كل صباح يكفيني أن أسمع صوته الباسم لأتفاءل بيوم جديد ..
و في الليل أغنية أخرى لتزيل عن القلب هموم اليوم الطويل !

عندما بدأت الإستماع لمحمد قنديل .. أول ما أعجبني فيه صوته .. و بعد ذلك انتبهت لأدائه الذي يتفوّق به على باقي المطربين
أما الآن و بعد الاستماع له لسنوات ، اكتشتف أن روعة قنديل تكمن في روعة اختياراته و موضوعات أغانيه ..

بين الأغنية الدينية و العاطفية و الشعبية و الوطنية و الوصفية و الاجتماعية ....
و المُلاحظ أنها جميعها تصدر من شخصية لها فكر و توجه واضح

و قد ساعده في ذلك صوته الذي يفاجئنا بالتلوّن مع كل حالة ..
و قدرته على التحكم في صوته
الذي يشبه ( الشهد ) في حلاوته .. و ( الذهب ) في نقائه .. و ( الماس ) في بريقه ، و ( الحرير ) في انسيابه ، و ( الاسفنجة ) في طواعيتها !
ففي غنائه الشعبي .. يفيض أداؤه بالشباب و الحيوية و خفة الدم - دون ابتذال - فيعبر عن جانب هام من الشخصية المصرية

و في غنائه العاطفي تتفجر كل منابع الحنان لينساب صوته كنهر عذب .. نشرب منه ، و نقول : هل من مزيد !

و في الأغاني الوطنية يتحول صوته لقاعدة لإطلاق الصواريخ !
و في أغانيه الاجتماعية .. لا تملك إلا أن تصدقه .. فهو لا يفتعل عندما يغني على لسان الرجل البسيط أو الفلاح أو العامل .. بل هو هؤلاء جميعاً !
و في الغناء الديني يأخذك معه في رحلة إلى عنان السماء .. و كأن صوته لا يصدر من حنجرته بل من روحه !.. فلا تلوم الدمع إن ملأ المآقي !

قد يظن البعض أنني متحيّز لقنديل .. بل العكس ، قنديل هو الذي انحاز لجمهوره الذي أحبه
بدقة اختياراته ، و بإخلاصه لفنه و لا شئ غيره
فنه .. الذي أبدع فيه و أفني فيه عمره ليظل باقياً للأبد .. عسى أن يصادف من يكتشف أسراره !
و خلال هذه المدونة ربما نكتشف بعض أسراره .
3 سلامات ...

الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

تعرف محمد قنديل ؟


تعرف محمد قنديل ؟ -
- مش دا اللي بيغني ؟
- أيوة .. تعرفه ؟
آه .. مش ده بتاع يا حلو صبّح  -
- أيوة هو
 - و أبو سمرة السكرة و ان شاالله ما اعدمك و بين شطين و مية بتاع أهل اسكندرية و جميل و اسمر .. صح ؟
-  صح طبعاً .. تعرف إيه تاني ؟
- امممممم أعرف ان أم كلثوم أشادت بصوته
- مظبوط .. تعرف إيه تاني ؟
- يا عم هو محضر !! و انت بتسأل ليه ؟
 - عشان انا عايز اعرف عنه كل حاجة
- انت مهتم ليه كده ؟ هو جوز خالتك ؟!!
- ههههه ياريت
- طب يعني انت بتعمل عنه بحث و الا دراسة مثلاً ؟
- لأ بعمل مدونة
- يا ألف نهار ابيض .. يا فرحتي بيك ! و انت عندك إيه ممكن تقوله ؟
- والله عندي كتير و يمكن من كتر الكلام مش عارف اقول ايه و الا ايه
- واضح ان حالتك صعبة أوي .. و انت بتسمع قنديل من إمتى ؟
- بقالي تقريباً سبع سنين
- و هو قنديل عنده أغاني تكفي السنين دي كلها ؟
- عنده كتير .. بس اللي يسمع
- و يا ترى لو طلبت منك أي أغنية تجيبهالي
- إن شاء الله
- خلاص هتابع المدونة أما اشوف ايه النظام .. سلام
- تلت سلامات
.

يسعدني أن أنضم لعالم التدوين ، و أن أكتب عن مطربي المفضل " محمد قنديل " القنديل الذي ما زال نوره ساطعاً في القلوب .. و أتمنى أن يجمعني هذا المكان بكل محبيه ، للحديث عنه و عن فنه ..
3 سلامات ...