الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

محمد قنديل : ما بين البر و التاني


ما بين البر و التاني

مــحـــمــد قــنــديــل


كلمات : فتحي قورة
ألحان : محمود الشريف

من فيلم شاطئ الأسرار



مركبٌ صغير تحته ماء و تظلله سماء .. يملأ الفراغ بينهما شجنٌ و دموع عاشق !



مــا بيـــــن البـــــــــر و التـــــــاني
مع الخـــــــلان و وحــــــــــدانــــي
أودِّي و اجيـــب حـبيب لحبيـــــــب
و ميــــــــن لحبيبــــــــــي ودَّانـي ؟
مـــــــا بيــــن البــــر و التــــــــاني


بين شاطئ و آخر ... تكمن حيرة
متى يلقى الحبيب حبيبه ، و متى ترتوي القلوب العطشى و يتوقف نزف الأشواق ؟!
يلتقي الأحباب و في عيونهم فرحة .. و على وجوههم ابتسامة أما هو فلا ... آهٍ وألف آه ... يصنع السعادة و يهديها لغيره و هو محرومٌ منها !
إحساسٌ مؤلم ! و يزيده الكتمان ألماً ... و البحر وحده الذي يعلم سره .. يناجيه و يشكو له .. لكن دون رد !

حكايتـــــــــي في الهــــــوى حكاية
لغيــــــــر البحــــــــر ما احكيـــها
و لمـــــا يعــــــــــدُّوا ويــــــايـــــا
عـــــــــــن الأحبــــــــــاب أخبِّـيها


و لا يكتفي بكتمان أحزانه بل يخفي ملامحها عن وجهه و يرسم مكانها ابتسامة ... حتى تكتمل الصورة المبهجة في عيون المحبين !
فهو لا يرضى أن يكون سبباً في مسحة حزن قد تعتريهم لو لاحظوا شقاءه و حزنه .. و هم لا ذنب لهم فيه ، ظناً منه رهافة حسهم !
مثل المهرج في السيرك يحاول بشتى الطرق إضحاك الناس فيلطخ وجهه بالألوان .. ويرسم ضحكة عريضة – تصل إلى أذنيه ! – و هو يخفي خلفها وجهه الحقيقي بآلامه و أحزانه و تعبه و ( مرمطته ) من أجل لقمة العيش .

و اشـــــــوفهم نـــــــالـوا أمــــانيهم
أقــــــــول يـــــــــــــــــا رب هنـِّـيهم
و لا تشمـِّـــــت عــــــــذول فيــــــهم
و اروح و ارجـــــــــع لحرمــــــانـي



و بالرغم بكل ما به ، يدعو لهم بدوام السعادة و الهناء ...
عكس بيت الشعر الشهير : إذا مِت ظمآناً فلا نزل القطر !
حب الخير للغير و الإيثار ... و قيم و معانٍ أخرى كثيرة بدأت تتلاشى و كم أحوجنا إليها لتعود الحياة جميلة .

ويعود العاشق لجراحه ... و حنينه الذي كاد يقتله و يشكو حاله بكلمات لا تحتاج أي تعليق  :


أمَـر م الصبر صبري و انشغالي عليه
و أحــر م الجمـــــر لما يحن قلبي إليه
و فرحة العمـر لما تشوف عينيا عينيه
تـــايه ما بين السمــا و المية في غيابه
و غـــــــــريق فــــي بحــــــر الهـــوى
ما تحـــــــوشنــــــــي إلا إيــــديــــــه



و يستمر في لم شمل الأحباب ... بين بر و آخر ... و هو كما هو .. حزينٌ و مشتاق و لا شئ يطفئ ناره ، و ينتظر من يأخذه إلى مَن يحب ... !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق